الداخلة بريس:
تتعرض أشجار الطلح التي تغطي 594 ألف هكتار بجهة الداخلة-وادي الذهب، للاجتثاث والقطع من طرف الإنسان لتلبية حاجياته من الحطب وتحويله إلى فحم وكذا للضغط الرعوي العشوائي الذي يضع حدا لنمو الشجيرات ويحول دون إنبات البذور، يجب المحافظة عليها وحمايتها من مظاهر الاستغلال المفرط.
ومن مميزات شجرة الطلح، التي تنتمي إلى الطبقة البيو-مناخية الجافة والصحراوية مع درجة حرارة معتدلة إلى حارة، كونها مرشدا للإنسان الذي يعيش في البيئة الصحراوية في تحديد الاتجاهات الجغرافية، حيث أن هذه الشجرة تكون في غالب الأحيان منحنية نحو الوجهة الجنوبية ولذلك يعتمد عليها في تحديد باقي الاتجاهات.
وتعتبر هذه الشجرة عاملا أساسيا، ضمن العوامل المساعدة في المجال الصحراوي، في محاربة التصحر والمساهمة في التوازن الإيكولوجي في الوسط المناخي الجاف وذلك بالنظر إلى ما تتميز به من خصائص، حيث تكتسي أهمية بالغة في الغطاء النباتي والغابوي بهذه الأوساط.
ومن بين مميزات هذه الشجرة توفرها على جذور تغوص في الأرض إلى عمق قد يصل إلى 40 مترا مما يساعدها على مقاومة الجفاف وتصدي أغصانها ذات الأشواك الطويلة والصلبة للرياح القوية لتساهم بذلك في الحد من زحف الرمال.
وتساهم هذه الشجرة، التي تنتمي إلى فصيلة القرنيات وتتوفر على وريقات دائمة الاخضرار، والتي يمكن أن تعمر لأكثر من 100 سنة، في الحد من تبخر المياه والتأقلم مع الظروف المناخية الجافة وشبه الجافة.
كما تساهم شجرة الطلح، التي يتراوح طولها ما بين 2 و 4 أمتار، في توفير الظل والكلأ للماشية كما تستعملها الحيوانات البرية كمأوى وملجأ للتكاثر، وتستغلها بعض الطيور في إقامة أوكارها.
وتزود هذه الشجرة، التي تنتشر في السهوب الصحراوية، وتنمو على تربة غرينية رملية، السكان المحليين بحاجياتهم من الحطب وتستعمل قشور جذوعها في دباغة الجلود، كما تشكل أوراقها وثمارها التي تبدو على شكل قرن ممددة أو مسطحة وكذا بذرتها ذات اللون البني مصدرا لاستعمالات طبية تقليدية محلية.
وتبقى برامج التوعية والتحسيس ومحاربة الاستغلال العشوائي لشجرة الطلح إلى جانب تكثيف عمليات الغرس وتعزيز البحث العلمي حول مزاياها وفوائدها خصوصا في مجال الطب الشعبي الصحراوي أمرا ملحا من أجل ضمان بقائها والحفاظ عليها، كونها تمثل شكلا من أشكال التلاؤم والتأقلم مع المعطيات الإيكولوجية الصعبة للمناطق الصحراوية وأداة فعالة لمحاربة التصحر وإعادة الحياة الطبيعية في الأوساط الصحراوية.
Source : Dakhlapress
Commentaires
Enregistrer un commentaire
Merci pour le commentaire