Accéder au contenu principal

"كي مون" يمسك العصا من الوسط في تقريره إلى مجلس الأمن







ركز الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقريره السنوي حول قضية الصحراء على ثلاث نقاط أساسية؛ أولهما قضية حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية، وثانيها مسألة تدبير الثروات في تلك المناطق، وثالثها الرفع من المساعدات الإنسانية لساكنة المخيمات. وتتخذ البوليساريو من مسألة تدبير الثروات الطبيعية ذريعة من أجل الدعوة إلى منع الاستثمارات الأجنبية بالمنطقة، وهي الذريعة نفسها التي كانت وراء القرار الأخير للمحكمة الأوروبية القاضي بإلغاء الاتفاقية الفلاحية بين المغرب والاتحاد الأوروبي.


يظهر من خلال التقرير أن بان كي مون حاول إمساك العصى من الوسط في مسألة تدبير الثروات الطبيعية للصحراء، حيث أشار إلى محطتين مهمتين؛ الأولى اعتماد المغرب الجهوية المتقدمة، والثانية الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة. فقد أكد الأمين العام أنه تلقى تأكيدات من طرف الجانب المغربي تنص على أن الجهوية ستمكن الأقاليم الجنوبية من التوفر على صلاحيات واسعة في مجال تدبير مواردها المالية والطبيعية، كما أشار إلى أن الملك محمد السادس شدد على ضرورة أن تستفيد ساكنة المنطقة من الإمكانيات الطبيعية، واستغلال هذه الإمكانيات في تنمية الأقاليم الجنوبية.


وظهر في التقرير أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يَنْسقْ مع موقف البوليساريو من هذه القضية، حيث أكد أن الحل يكمن في أن يستفيد سكان المنطقة من الثروات الطبيعية، وأن تكون لهم الأولوية، وهو التوجه نفسه الذي يسير فيه المغرب، خصوصا بعد إعلان مخططه لتنمية الأقاليم الجنوبية بقيمة 77 مليار درهم.


أيضا، اختار الأمين العام للأمم المتحدة أن يمسك العصا من الوسط في ما يتعلق بقضية حقوق الإنسان في الصحراء، حيث شدد على ضرورة تعاون كل من المغرب وجبهة البوليساريو مع مجلس حقوق الإنسان، مشيرا، في الوقت ذاته، إلى أن الاهتمام بوضعية حقوق الإنسان لا يقتصر على جهة دون أخرى، وإنما على الجنوب المغربي كما هو الحال بالنسبة لمخيمات تندوف. ولم يفت الأمين العام للأمم المتحدة أن يشير إلى الخطوات الإيجابية التي قام بها المغرب في مجال حقوق الإنسان، حيث تحدّث عن الدور الهام الذي بات منوطا بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالإضافة زيارات عدد من المقررين الأمميين إلى المملكة.


الأمين العام للأمم المتحدة شدد، في كثير من فقرات التقرير، على مسألة حقوق الإنسان وضرورة احترامها، ودعا الطرفين إلى العمل على هذه المسألة.


وتأكيدا للوعد الذي سبق أن تعهّد به، انطلاقا من الجزائر، بتنظيم مؤتمر مانحين لساكنة تندوف، فقد دعا بان كي مون في تقريره إلى جمع المزيد من المساعدات المالية، مشيرا إلا أنه وقف، خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، على حجم معاناة ساكنة المخيمات، ما يتطلب "الرفع من المساعدات لتلك المناطق"، إلا أنه ربط ذلك بضرورة القيام بإحصاء لساكنة مخيمات تندوف، وهو المطلب الذي ترفضه جبهة البوليساريو ويصر عليه المغرب.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

مدخل إلى علوم التربية

لا أحد من الدارسين يستطيع أن ينكر أن التربية كممارسة سلوكية عرفت وجودها مع وجود الحياة.فالمهتمون بالدراسات الإنسانية عامة، و بتاريخ الفكر التربوي خاصة،يشيرون إلى أن التربية قد مورست،و بشكل تلقائي،منذ العصور التاريخية الأولى. و الأكيد أنه مع تطور وضع الإنسان فكريا و اجتماعيا، و تبدّل حياة المجتمعات عبر التاريخ،تطورت التربية،فتبدل مفهومها و تغيرت أسسها و قواعدها، و تبدلت نتيجة لذلك الآراء التي تشكلت حول الأطفال،و الأساليب التي ينبغي اتباعها لتربيته و تكوينه بما يغطي مختلف نواحي شخصيته... و كلّ هذا سيعرف بالطبع انعكاسا ملحوظا على معنى التربية و مفهومها،إذ سيعرف هذا المفهوم بدوره عدة تسميات، كلّ واحدة منها تعكس في الأصل فهما و معنى خاصين لعلوم التربية.

نظريات التعلم

نظريات التعلم   حنافي جواد النَّظرية: هيَ عبارةٌ عن مجموعة من البناءات والافتراضات المترابطة التي توضح العلاقات القائمة بين عددٍ من المتغيرات وتهدف إلى تفسير ظاهرة والتنبؤ بها. (تعريف كيرلنجر- Kerlinger ). نظريات التعلم: نظريات التعلم والتعليم هي مجموعة من النظريات التي تم وضعها في بدايات القرن العشرين الميلادي وبقي العمل على تطويرها حتى وقتنا الراهن وأول المدارس الفلسفية التي اهتمت بنظريات التعلم والتعليم كانت المدرسة السلوكية رغم أن بوادر نظريات مشابهة بُدأ العمل بها في المرحلة ما قبل السلوكية. [1]

البيداغوجيا الفارقية وتقنيات التنشيط

البيداغوجيا الفارقية وتقنيات التنشيط قبل البدء:     لن يكون البدء إطنابا في البيداغوجيا الفارقية، بقدر ما سيكون رَمُّوزًا لمنبعها ولأهميتها في التربية والتعليم. ذلك أن الفروق الفردية تنبع من طبيعة الاختلاف الذي أوجده الله تعالى في البشر، ونوعه في الطاقة والتحمل والاستيعاب والقدرات التحصيلية والأدائية والتواصلية للفرد، وهو اختلاف طبيعي و مكتسب في آن واحد؛ فالطبيعي يعود إلى طبيعة وبنية الفرد البيولوجية، وفسيولوجية هذه الطبيعة وتلك البنية، ومدى إمكاناتها الطبيعية في أداء وظيفتها على الوجه الأكمل. في حين المكتسب من الفروق الفردية يعود إلى التنشئة الاجتماعية والثقافية والحالة المادية والمعنوية للفرد كما للمجتمع والأسرة، ولست في حاجة إلى تعداد نماذج من هذه الفروق، فيكفي مثلا أن الفرد الذي يعيش في أسرة ميسورة ومثقفة ومنفتحة على محيطها الاجتماعي... غير الفرد الذي يعيش في أسرة على نقيض الأولى، فتم فروق فردية تظهر في مستوى التواصل وطريقة التفكير وتمثل العالم الداخلي للفرد و العالم الخارجي عنه.
');
?orderby=published&alt=json-in-script&callback=mythumb\"><\/script>");

صور فليكر

احدث المواضيع