حنافي جواد
النَّظرية:
هيَ عبارةٌ عن
مجموعة من البناءات والافتراضات المترابطة التي توضح العلاقات القائمة بين عددٍ من
المتغيرات وتهدف إلى تفسير ظاهرة والتنبؤ بها. (تعريف كيرلنجر- Kerlinger).
نظريات
التعلم:
نظريات التعلم
والتعليم هي مجموعة من النظريات التي تم وضعها في بدايات القرن العشرين الميلادي
وبقي العمل على تطويرها حتى وقتنا الراهن وأول المدارس الفلسفية التي اهتمت
بنظريات التعلم والتعليم كانت المدرسة السلوكية رغم أن بوادر نظريات مشابهة بُدأ
العمل بها في المرحلة ما قبل السلوكية.[1]
هي النظريات
التي تفسر لنا الطريقة التي يتعلم بها الإنسان – الطفل – الشاب – الكهل ...
- الطريقة
التي يستدخل بها المعارف ويستدمجها ضمن بنيته الذهنية والوجدانية، أي نعم إن
للوجدان مدخلا في التعليم والتعلم.
- الطريقة
التي يعالج بها ما استدخله الطفل مثلا من معلومات ومهارات...
- الطريقة
والأسلوب الذي يُفسر به تعلم الناس.
- هل نتعلم من
خلال المثير والاستجابة؟ أو نتعلم بالمنطق الكلي (من الكل إلى مجموعة الأجزاء) ؟
أو نتعلم م خلال بناء المعرفة والتكيف معها (التوازن) وفقا للمرحلة العمرية
والخصائص النمائية؟ أو نتعلم من خلال الاندماج الاجتماعي والعلاقات التي تربط
بالمعلم بالمتعلم ؟؟
- يعني هناك
تفسيرات متعددة للطريقة التي يتلقى ويستوعب ويفهم ويتعلم بها الإنسان (الطفل)، وهي
طرائق ونظريات متكاملة إجمالا، وقد تتناقض في بعض التفاصيل، ولكنها مقاربات
تفسيرية.
وقد، لا يفيد
في هذا المجال مجرد الاطلاع العرضي الشكلي، بل لابد من محاولة الاستفادة العميقة
والدقيقة بمجمل المعطيات العلمية التي توافرت إلى الآن.
- المعلم في
حاجة إلى فهم طرق ونظريات التعلم التي تقارب المنهج والأسلوب الذي يتعلم به
الإنسان (الطفل / الشاب)، يلم بها نظريا ويمارسها عمليا في الفصل الدراسي.
- إذا تعلم
الأمر بمنهج تعليم الأطفال الصغار فهي البيداغوجيا أما إن تعلق الأمر بالكبار فهي
الأندراغوجيا.
- طريقة
وأسلوب تلقي الطفل تختلف عن طريقة وأسلوب تلقي الكبير والكهل أو الشيخ ...
الميكانيزم مختلف بالنظر للسن والتجربة وعوامل أخرى.
نظريات التعلم
إذن، هي مجموعة متنوعة من الدراسات والأبحاث السيكولوجية، على الخصوص، والتي
استطاعت أن تفهم وتفسر العديد من الآليات المختلفة التي تتدخل، بهذا القدر أو ذاك،
في حدوث التعلم.
نظريات التعلم
سنتطرق، بنوع من التركيز إلى أهم نظريات التعلم، وخصوصا منها المدرسة
السلوكية، والمدرسة الجشطالتية، والمدرسة البنائية، والمدرسة السوسيو بنائية ...
1- نظرية التعلم
السلوكية:
تأثرت المدرسة السلوكية، وخصوصا
مع واطسون، بأفكار تورندياك الذي
يرى بأن التعلم هو عملية إنشاء روابط أو علاقات في الجهاز العصبي بين الأعصاب
الداخلية التي يثيرها المنبه المثير، والأعصاب الحركية التي تنبه العضلات فتعطي
بذلك استجابات الحركة.
واعتقد بأن قوانين آلية التعلم يمكن أن ترد إلى قانونين
أساسين:
- قانون المران (أو التدريب)، أي أن الروابط تقوى بالاستعمال وتضعف بالإغفال
المتواصل؛
-
ثم قانون الأثر، الذي يعني بأن هذه الروابط تقوى وتكتسب
ميزة على غيرها وتؤدي إلى صدور رضى عن الموقف إذا كانت نتائجه إيجابية.
كما أنه من بين ملهمي المدرسة السلوكية (بافلوف)، الذي لاحظ أنه كلما اقترن
المثير الشرطي بالدافع السيكولوجي إلا وتكونت الاستجابة الشرطية الانفعالية، ورأى
بأن المثيرات الشرطية المنفرة تشكل عوائق
حاسمة للتعلم وانبناء الاستجابات النمطية.
وأهم المفاهيم التي يمكننا أن نجدها في النظرية الإجرائية في التعلم،
وخصوصا مع (سكينر) هي:
- مفهوم السلوك: وهو حسب (سكينر)، مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات
المحيط الخارجي طبيعيا كان أو اجتماعيا؛ مفهوم المثير والاستجابة : بحيث إن هناك
علاقة شبه ميكانيكية بين المثيرات والاستجابات
التي تصدر عن الكائن الإنساني؛ مفهوم الإجراء: السلوك الإجرائي أو الفاعل يسمى
كذلك بالنظر إلى آثاره الملموسة في المحيط البيئي.
- مفهوم الإشتراط الإجرائي: الإشراط
الإجرائي ينبني على أساس إفراز الاستجابة لمثير آخر؛
- مفهوم التعزيز والعقاب: أي استعمال
التعزيز الإيجابي لبناء السلوكات المرغوب فيها.
واستعمال العقاب لدرء السلوكات غير المرغوب فيها؛
- مفهوم التعلم: وهو حسب هذه المدرسة. عملية
تغير شبه دائمة في سلوك الفرد ينشأ نتيجة الممارسة ويظهر في تغير الأداء لدى
الكائن الحي.
والتعلم حسب (سكينر) هو:
(انبناء
الاستجابات السلوكية كأنماط تغير طارئة على سلوك الفرد والتي يمكن أن تدوم بفعل
الإشراط الإجرائي).
ويمكننا أن نحصر مبادئ التعلم حسب النظرية الإجرائية
(السلوكية) في:
- التعلم هو نتاج للعلاقة بين تجارب المتعلم والتغير في
استجاباته؛
- التعلم يقترن بالنتائج ومفهوم التعزيز؛
- التعلم يقترن بالسلوك الإجرائي المراد بناؤه؛
- التعلم يبنى بتعزيز الأداءات القريبة من السلوك النمطي؛
- التعلم المقترن بالعقاب تعلم سلبي.
ومن أهم تجليات نظرية التعلم السلوكية في الحقل التربوي
ما يلي:
- بناء المواقف التعليمية ـ
- التعلمية هو أولا تحديد مقاطع الاستجابات الإجرائية وضبط صيغ الدعم
المباشر حيث نجد بعد المضمون المعرفي الذي يخضع لمحددات:
- محدد الإثارة،
- ومحدد العرض النسقي للمادة،
- ومحدد التناسب والتكيف،
- ومحدد التعزيز الفوري؛
- ثم بعد انبناء السلوكات الإجرائية كهدف للتعلم، حيث تكون هذه السلوكات
قابلة للملاحظة والضبط والقياس.
إن هذه المبادئ والمفاهيم حول التعلم، كما صاغتها المدرسة السلوكية، سنجد
صداها التطبيقي في بيداغوجيا الأهداف:
(تعتبر بيداغوجيا الأهداف
بيداغوجيا متجاوزة في المغرب حيث استعيض عنها بالتدريس
بالكفايات والوضعيات، ويشار إلى أن الكفايات امتداد للأهداف ... لذلك نتحدث
عن الأهداف الكفائية التي تخدم الكفاية المرجو تحقيقها في وحدة أو مجرزوءة).
مدلول
التعلم في نظريات الاشراط (السلوكية):
فلا
يمكن الحديث، لديها، عن التعلم إلا عن السلوكات الملموسة والقابلة للملاحظة ولا
مجال للحديث عن المشاعر والأحاسيس لأنها
غير قابلة للقياس.
و
لا مكان لما يسمى بالسيرورات أو العمليات الذهنية.
-
بالنسبة لـ (تورندايك) يتمثل في حدوث علاقة رابطة بين مثير واستجابة مرغوب فيها (سلوك منتظر).
و تعتمد قوة
التعلم على قوة الارتباط القائم بين المثير والاستجابة:
تثبت
الاستجابة أو تضعف تبعا لطبيعة الجزاء الإيجابي أو السلبي الناجم عنها أو عن
أدائها (التعزيز الإيجابي أو السلبي)
- التعزيز
الإيجابي كأحسنت – أصبت – كانت إجابتك موفقة – رائع – ممتاز – حسن جدا ...
- العزيز
السلبي، كقولنا كنت مجانبا للصواب لم تتوفق أخطأت، أعد المحاولة مرة ثانية لأنها
غير سليمة ...
-
بالنسبة لـ (واطسون) ( 1878-1958 ) كل السلوكات قابلة للتعلم بواسطة عملية الإشراط سواء تعلق الأمر بالسلوكات اللغوية أو الانفعالية
أو الحركية.
و
من تم لابد من ترجمته المنتوجات المنتظرة من التعلم إلى سلوكات وفقط إلى سلوكات.
مثير
-------------- تعزيز ------------- استجابة.
تحميل الكتاب
Commentaires
Enregistrer un commentaire
Merci pour le commentaire