Accéder au contenu principal

الفلسفة والقيم




المحور الرابع: الفلسفة والقيم:
مدخل:
كثيرا ما يعتقد الناظر إلى الفلسفة على أنها تفكير مجرد من قضايا مجردة، إلا أن الفلسفة ليست كذلك، فهي تلامس موضوعات أخلاقية، وسياسية، واجتماعية، ودينية، ولكن بطريقة تقوم على التأمل العقلي، في هذا الإطار نجد الفلسفة قد اهتمت ومنذ سقراط إلى يومنا هذا بالقيم الإنسانية الكبرى مثل: الخير، الفضيلة، الحرية، العدالة، السلام، الحق.
v   فما هو موقف الفلسفة والفلاسفة من هذه القيم؟
v   هل الفلسفة تدعو إلى قيم الشر والعنف، والظلم والحرب؟، أم أنها تدعو إلى قيم الخير والعقل، والعدالة والسلام؟

تحليل نص من أجل سلام دائم لكانط:
المفاهيم:
أ - السلام: حالة الأمة أو الشعب أو الدولة  التي ليست في الحرب، ويعني أيضا العلاقات غير الصراعية وغير العدوانية بين الناس، بحيث ينعدم العنف، كما  يعني الوفاق والوئام بين مجموعة بشرية تكون متقاربة أو بينها روابط معينة، وفي الاصطلاح القانوني: السلام مصطلح يستخدم في العلاقات الدولية ليشير على انعدام العدوان الدولي، مع وجود روابط للعلاقات القوية بين مجموعة من الدول.
ب - الحرب: حالة العداء والصراع المسلح بين مجموعتين مسلحتين ومنظمتين على الأقل والتي تسفر عن معارك مسلحة والتي تؤدي إلى التخريب والدمار، وهكذا يشمل هذا المصطلح مختلف الصراعات التي تتميز بصفات محددة يمكن إجمالها في: استعمال القوة المادية والأسلحة والتكتيكات والاستراتيجيات، والتي تسفر عن موت مجندين أو مقاومين ...، والتي تنتقل على المدنيين.
سؤال النص:
إن هذا النص يجيب على سؤال محدد هو:
v   هل ينبغي العمل على إذكاء نار الحروب، أم أنه ينبغي تجنبها ومنعها والدعوة إلى إقامة السلام؟
إن هذا النص يتطرق إذا إلى المساءلة عن قيمتين إنسانيتين متعارضتين هما: الحرب والسلم.
بنية النص:
المقارنة بين الحرب والسلام:
الحرب
السلم
يمكن أن تتحول على حرب إبادة
وسيلة بائسة
مرتبطة بحالة الطبيعة وغياب القانون
شريعة الغاب: حق القوة
صفة حضارية
مرتبط بحالة التمدن
داعم للقانون محمي به
قوة الحق والقانون

حجج كانط:
يدعم كانط موقفه من خلال استعمال حجاج بالقيم يعلي من  قيمة السلام ويرفع من شأنه ويحط من قدر نقيضه الذي هو الحرب، بل ويستعين بأساليب تدفع القارئ والمتلقي  للتبخيس من سلوك طرق الحرب والعنف يقول كانط: "الحرب ليست إلا الوسيلة  البائسة ..."، والحرب ترتبط بحالة الطبيعة وبحالة المدنية المتحضرة: "الحرب ... يضطر الناس لللجوء إليها في حالة الطبيعة"، كما استعمل في نصه حججا منطقية من بينها على سبيل المثال: "حرب الإبادة ... يمكن أن  تؤدي على تدمير الطرفين"، ويمكن أن نورد هنا حججا أخرى أوردها كانط في موضع أخر من كتابه: نحو سلام دائم: تتمثل  في أن: التاريخ يسير نحو الأفضل وأن الغلبة ستكون في النهاية لقوى الخير وذوي القيم الإنسانية   على قوى الشر والعنف، كما لم يلجأ كانط على استخدام لغة عاطفية تركز على مآسي الحروب وويلاتها بل استخدم لغة  عقلية منطقية تتوافق واتجاهه العقلي النقدي، كما استعمل أسلوب المثال إبراز عدم مشروعية اللجوء إلى أساليب الخداع والمكر حتى في ظروف الحرب.
أطروحة النص:
يدافع كانط عن قيمة السلام ودوره في الإعلاء من قيمة الإنسان وينبذ الحرب ويبرز مضارها وأخطارها.
إشكالية النص:
v   أي قيم تدافع عنها الفلسفة؟
رأي صاحب النص:
v   يرى كانط على أنه ينبغي العمل على تجنب الحروب بكل أنواعها ومنع أسبابها وأسباب تكرارها (انعدام الثقة)، إن كانط ندد أيضا بما سماه حروب الإبادة، وفي الأخير دعا كانط إلى العمل من أجل السلام الدائم.
تعليق حول النص:
نستنتج من هذا النص أن كانط بدفاعه عن السلم والسلام وبنبذه للحرب، فهو يجسد لنا موقف الفيلسوف من القيم الإنسانية، إن الفلسفة تظهر كمدافع وكمناصر للسلام والعدل والحق، إنها في نفس الوقت تدين كل استعمال للقوة والعنف.
استنتاج:
يعد مشروع كانط عن السلام الدائم أبرز ما كتبه في المجال السياسي، وقد تضمن ست مواد تمهيدية تصوغ الشروط السلبية للسلام، وأبرز ما ركز عليه كانط هو أن الحرب ليست ضرورة حتمية لا يمكن تجنبها، لذلك دعا أولا إلى انتظام الأمم في هيئة دولية تتولى المحافظة على السلام العالمي وهو ما تحقق فعلا في القرن العشرين حيث تم إنشاء  عصبة الأمم المتحدة سنة 1919م، والمعروف أن الرئيس ولسون أحد صانعي عصبة الأمم تأثر كثيرا بكتابات كانط، و الأكيد أننا لا يمكن أن نفصل بين دعوة كانط إلى سلام دائم عن فلسفته الأخلاقية والنقدية بصفة عامة.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

مدخل إلى علوم التربية

لا أحد من الدارسين يستطيع أن ينكر أن التربية كممارسة سلوكية عرفت وجودها مع وجود الحياة.فالمهتمون بالدراسات الإنسانية عامة، و بتاريخ الفكر التربوي خاصة،يشيرون إلى أن التربية قد مورست،و بشكل تلقائي،منذ العصور التاريخية الأولى. و الأكيد أنه مع تطور وضع الإنسان فكريا و اجتماعيا، و تبدّل حياة المجتمعات عبر التاريخ،تطورت التربية،فتبدل مفهومها و تغيرت أسسها و قواعدها، و تبدلت نتيجة لذلك الآراء التي تشكلت حول الأطفال،و الأساليب التي ينبغي اتباعها لتربيته و تكوينه بما يغطي مختلف نواحي شخصيته... و كلّ هذا سيعرف بالطبع انعكاسا ملحوظا على معنى التربية و مفهومها،إذ سيعرف هذا المفهوم بدوره عدة تسميات، كلّ واحدة منها تعكس في الأصل فهما و معنى خاصين لعلوم التربية.

نظريات التعلم

نظريات التعلم   حنافي جواد النَّظرية: هيَ عبارةٌ عن مجموعة من البناءات والافتراضات المترابطة التي توضح العلاقات القائمة بين عددٍ من المتغيرات وتهدف إلى تفسير ظاهرة والتنبؤ بها. (تعريف كيرلنجر- Kerlinger ). نظريات التعلم: نظريات التعلم والتعليم هي مجموعة من النظريات التي تم وضعها في بدايات القرن العشرين الميلادي وبقي العمل على تطويرها حتى وقتنا الراهن وأول المدارس الفلسفية التي اهتمت بنظريات التعلم والتعليم كانت المدرسة السلوكية رغم أن بوادر نظريات مشابهة بُدأ العمل بها في المرحلة ما قبل السلوكية. [1]

البيداغوجيا الفارقية وتقنيات التنشيط

البيداغوجيا الفارقية وتقنيات التنشيط قبل البدء:     لن يكون البدء إطنابا في البيداغوجيا الفارقية، بقدر ما سيكون رَمُّوزًا لمنبعها ولأهميتها في التربية والتعليم. ذلك أن الفروق الفردية تنبع من طبيعة الاختلاف الذي أوجده الله تعالى في البشر، ونوعه في الطاقة والتحمل والاستيعاب والقدرات التحصيلية والأدائية والتواصلية للفرد، وهو اختلاف طبيعي و مكتسب في آن واحد؛ فالطبيعي يعود إلى طبيعة وبنية الفرد البيولوجية، وفسيولوجية هذه الطبيعة وتلك البنية، ومدى إمكاناتها الطبيعية في أداء وظيفتها على الوجه الأكمل. في حين المكتسب من الفروق الفردية يعود إلى التنشئة الاجتماعية والثقافية والحالة المادية والمعنوية للفرد كما للمجتمع والأسرة، ولست في حاجة إلى تعداد نماذج من هذه الفروق، فيكفي مثلا أن الفرد الذي يعيش في أسرة ميسورة ومثقفة ومنفتحة على محيطها الاجتماعي... غير الفرد الذي يعيش في أسرة على نقيض الأولى، فتم فروق فردية تظهر في مستوى التواصل وطريقة التفكير وتمثل العالم الداخلي للفرد و العالم الخارجي عنه.
');
?orderby=published&alt=json-in-script&callback=mythumb\"><\/script>");

صور فليكر

احدث المواضيع